كتب المهندس حسب الرسول الأمين
اوزاع متفرقة
خفايا العوايد وتأثيرها على الإنتاج كماً ونوعاً (6)
الرياض _الجمعة الموافق_ ٢٠٢٥/٦/١٣م_(اضواء)
الاستهلاك الحداثي (3-3):
استهلاك الوقت غير الموجَّه عادة استهلاكية قديمة (فلمة العصاري) (دكان الحلة في أزمنة سابقة وإلى الآن) (كرونة العزاء) (جنبات الشاي والقهوة) (مظلات المسافرين)، والجلوس في هذه الأماكن تُنفَق فيه الأوقات الغالية بسخاء، لينتج منتجٌ بخسٌ هو (قتل الوقت)، مع اعترافٍ صريحٍ غير مُبطَّن (خلي نكسر زمن). وهذه النماذج التي ذكرتها، لعلها في كل بقعة من هذا الوطن؛ لا تكاد تجد الصورة تخالف الأخرى إلا بقدرٍ يسير، حتى إن الدراما الإذاعية أنتجت المسلسل الشهير (دكان ود البصير)، مما يدل على تمكُّن هذه العوايد في المجتمع.
ظاهرة (استهلاك الوقت غير المنتج) هذه، تطوَّرت في عصرنا الحديث، لتتحوَّل من صورة مستهلكين في الجلسات التي ذكرت إلى جلسات افتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحت إدمانًا يلتهم الأوقات في مشاهدة مواد غير موجَّهة، تمامًا مثل قعدات الدكان واللستك في ناصية الحي لكن بصورة حديثة . والصورة القديمةكان يسلم منهما عددٌ كبيرٌ من الناس المنتجين من كل ضرب، ولم يسلم من هذا الاستهلاك الحديث إلا نذرٌ يسير أقلُّ من أن يُذكَر، بل لم يسلم حتى الأطفال.
ولعلي أُحيل في بحث هذا الموضوع إلى كتاب د. إبراهيم السكران فيما (أسماه الماجريات)، اشتقاقًا من كلمة (ما جرى)، فإن متابعة الأحداث بتفاصيلها اليومية لا تنتج صاحب مشروع، لأنها شوارد في وهاد الفراغ والتسلية. والكتاب فريدٍ وجيدٍ في تناوله وطريقة عرضه للمادة.
الشيخ إبراهيم السكران ناقش الظاهرة من كل زواياها تقريبًا، وضرب أمثلةً بنماذج أنتجت واقعًا مغايرًا، لما اهتمت بمشروعها بعيدًا عن المجاريات.
الى لقاء.
جميع الحقوق محفوظة
www.adwaamedia.com